الشيخ الشاب أشرف زلوم و"الخاءات" الثلاث

الشيخ الشاب أشرف زلوم و"الخاءات" الثلاث

  • الشيخ الشاب أشرف زلوم و"الخاءات" الثلاث

اخرى قبل 2 سنة


الشيخ الشاب أشرف زلوم و"الخاءات" الثلاث

بكر أبوبكر

مشاهد اخواننا السوريين في المخيمات داخل وطنهم، في ظل العاصفة الثلجية والبرد القارس، وتواصل الألم والحرب على سوريا وشعبها البطل وفي ظل التهجير واللجوء، وفي ظل العبث الاقليمي والصهيوني والدولي طغت على عيون الجميع ممن راقبوا الحدث، فكانوا إما مكتوفي الأيدي أومتضامنين باعلانهم الأسف فقط من وراء لوحة المفاتيح! أو عبر المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، أو بالاكتفاء بالدعاء!

لم تكن الحال هكذا لدى الفلسطينيين سواء في الشق الأول من البرتقالة، أو الشق الثاني من البرتقالة أي من اخواننا في فلسطين أرضنا عام 48 فقاموا بما يمليه عليهم الواجب العروبي والانساني والديني، وبغرض الإغاثة والدعم مما هو أحد أهم سمات أمة العرب بالحضارة العربية الاسلامية المسيحية في منطقتنا الزاخرة.

كان حاتم الطائي حريصاً على استضافة الضيوف لدرجة أنه قد يعتق عبده مقابل استضافته لضيف، يقول حاتم الطائي لغلامِهِ في ليلة باردة الريح، كما رُوي عنه:

أوقد فإن الليلَ ليلٌ قرُّ(برد)

والريح يا غلامُ ريحٌّ صرُّ

إن جلبت ضيفاً فأنتَ حرُّ

قال صاحب الشريعة – صلى الله عليه وسلم- :" أحب الأعمال إلى الله عز وجل ، سرورٌ تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كُربة أو تطرد عنه جوعاً، أو تقضي عنه ديناً".وما أروع الحسن البصري الذي قال:"لأن أقضي حاجة لأخي أحب إلي من عبادة سنة ". وقال جعفر الصادق "إن الله خلق خلقاً من رحمته برحمته، وهم الذين يقضون حوائج الناس، فمن استطاع منكم أن يكون منهم فليكن".

لقد تعجب الكثيرون من تفرّد الفلسطينيين الواقعين تحت نير العنصرية و"الأبارتهايدية" الصهيونية بتقدمهم لإغاثة اخوانهم السوريين في حملة قوية وفاعلة، ونجحوا نجاحًا ساحقًا رغم الألم والفاقة ورغم الحصار والارهاب والقتل والهدم والتهويد اليومي من الجيش الصهيوني وعصابات المستعمرين.

وما لهم أن يتعجبوا وهذا الشعب شديد الحساسية للظلم عامة، وشديد الحساسية للمأساة مما عاناه من محرقة (هولوكوست) النكبة وما تلاها حتى اليوم، فجعل التضامن والنجدة والحساسية البالغة والحب من شيمِه الكثيرة.

اليكم المفاجأة حيث: أعلنت جمعية "القلوب الرحيمة" مساء الخميس، عن جمع 10 ملايين دولار، "32 مليون شيكل" من الفلسطينيين في الداخل لإغاثة اللاجئين السوريين.

صلّيت الجمعة 4/2/2022م وراء الشيخ الشاب أشرف زلوم في البيرة-رام الله منطقة البالوع حيث مسجد الكوثر، فإذ بالخطيب الشاب يتعرض للأسباب التي أدت لهذا لنجاح الحملة لدعم اللاجئين السوريين في الخيام، وإذ استأذنته بعد صلاة الجمعة أن أشير لخطبته واسمه فهأنذا أقول:

أن شيخنا الشاب -الذي دعا المصلين للتبرع في حملة مماثلة تبنتها وزارة الاوقاف- قد أرجع النجاح للحملة الفلسطينية بالداخل لدعم اخواننا اللاجئين السوريين لأسباب ثلاثة أسميتها أنا "الخاءات الثلاث" حيث اعتبر أن ]الخيرية[ في الشعب الفلسطيني هي العامل الأول وهذه الخاء الأولى، فهذه أمة الخير كما قال عنها رسول البشرية، وكما هي دومًا بما تقدمه، ومَن بالأمة أكثر من المرابطين الصامدين الحاملين للواء الحب والعشق والبِشر أن يقدموا رغم الخصاصة!

والسبب الثاني هو ]الخيمة[ وهذه الخاء الثانية، فالفلسطيني مازال يذكر بعد محرقته ونكبته عام 1948 منظر الخيام المذل الذي عايشه مع القتل والطرد واللجوء، والتطهير العرقي الصهيوني فأصبح المخيم والخيمة من أحد أبرز علامات الفلسطيني حتى اليوم بلجوئه المتعدد الجغرافيا داخل بلده وخارجها، ثم ثورته ونضاله.

اما الخاء الثلاثة فهي ]الاخلاص[ كما استنتجت من قول الشيخ أشرف زلوم حين ذكر أن نجاح الحملة أيضًا يعود للشفافية والثقة والمصداقية لمن قاموا بالحملة، ما هو برأينا يمكن تلخيصه بالإخلاص وإن كانت الخاء هنا جاءت الحرف الثاني من الكلمة فلا بأس بذلك.

وليقول الشيخ الشاب أيضا أن رؤية النتائج تتجلى في الواقع دلالة الأمانة والاخلاص التي تحفزعلى العطاء. شكرًا للشيخ أشرف زلوم أن نبهني وأفادني وبارك الله به وبهكذا خطباء.

 

 

 

التعليقات على خبر: الشيخ الشاب أشرف زلوم و"الخاءات" الثلاث

حمل التطبيق الأن